* حتي رئيس الهيئة لم يتذكر مؤسس ماسبيرو والتليفزيون وصاحب فكرته د. محمد عبد القادر حاتم وزيرالإعلام ورئيس حكومة مصر
والسبب الذى أكشف عنه لأول مرة للحقيقة وللتاريخ، قاله لى جلال معوض نفسه، ثم أكمل لى الدكتور عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام آنذاك، الجزء الآخر من الحقيقة.
هذه قصة تستحق أن تُروى، فهى تَعرض لمأساة شاب لامع موهوب، غلبت عليه عاطفته، وهو ما يلخص محنة عدد من الإذاعيين الموهوبين الذين أضرت بهم السياسة وقضت على مستقبلهم مثل أحمد سعيد وعلى خليل.
رفض تقديم رئيس آخر بعد ناصر.. والسادات استبعده بسبب «مش عايزين الأسود يحكمنا» وجد جلال معوض نفسه مفصولًا من الإذاعة، وهو يبدأ عقده الأربعين، قمة سن العطاء، حتى محاولة عمله فى ليبيا فشلت كمحاولة أحمد سعيد، بعدما حاول «القذافى» استثمار هؤلاء المذيعين المناوئين للنظام المصرى أو على الأقل الذين لا يرضى عنهم النظام ليستخدمهم وقت اللزوم ضد «السادات»، الذى كانت علاقته به بين مد وجزر.
لكنهم كمذيعين شرفاء لم يبيعوا ضمائرهم من أجل المال، وفضلوا العودة خالى الوفاض، ومنهم «معوض» الذى فُصل من الإذاعة بقرار من السادات، زميله القديم فى السجن قبل الثورة. أليست هذه دراما إنسانية تستحق فك ألغازها؟
أما السبب فى فصله من الإذاعة فقد بدأت دواعيه بعد تولى السادات رئاسة الجمهورية خلفا لـ«عبدالناصر»، حينما لاحظ زملاؤه المذيعون، ومنهم فهمى عمر، أن «معوض» لم يعد يقدم مؤتمرات الرئيس الجديد، بل كان ينتدب أحد المذيعين ليقوم بالمهمة وهو ما جعل صديقه فهمى عمر يفاتحه فى الموضوع، فلم ينبس ببنت شفته، وظل صامتا إلى أن حدث ما حدث وأطيح به خارج «ماسبيرو»، مُحالا إلى المعاش بعد أحداث الخامس عشر من مايو، أو «ثورة التصحيح»، كما أطلق عليها السادات.
وبرر فهمى عمر بعد ذلك إبعاد «معوض» بأن بعض النفوس الضعيفة أوغروا صدور بعض المسئولين، وقالوا عن «جلال» كلامًا عجيبًا فى التحقيقات التى جرت فى ذلك الحين، أدت إلى أن يحال إلى المعاش.
سألت الدكتور عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام فى تلك الفترة، عن «هؤلاء الذين اُستبعدوا فيما سُمى مذبحة الإذاعة فى ١٥ مايو ١٩٧١»، وقلت له: «ألم تحاول التدخل لحمايتهم خاصة رجاء النقاش، الذى كان رئيسا لمجلس إدارة وتحرير مجلة (الإذاعة)؟».
أجابنى الدكتور حاتم: «رجاء النقاش رجل محترم ولكننى لا أعرف لماذا تم استبعاده هو أو غيره من الإعلاميين، فلا دخل لى بالذين استبعدوا ولا أعلم ماذا فعلوا لكى يتم استبعادهم».
كررت السؤال على الدكتور حاتم: «ألم تحاول أن تفعل شيئا لمنع مذبحة الإذاعيين باعتبارك مسئولا عنهم كوزير للإعلام؟».
فقال لى مستنكرًا «كيف أمنعها؟ فهى عملية أمنية، ورئيس الجمهورية يقول إنهم متآمرون عليه.. الوحيد الذى لمست حالته كان هو جلال معوض».
وأوضح «حاتم» أن أحدهم ادعى على «معوض» أنه قال فى فناء مبنى الإذاعة والتليفزيون: «الرجل الأسود لا نريده أن يحكمنا»، فأرسله الأمن إلى المدعى العام الاشتراكى الدكتور مصطفى أبوزيد، الذى حقق معه وسأله: «أنت قلت؟» فقال: «أنا قلت»، فقال له: «الاعتراف سيد الأدلة».
تحدث المدعى الاشتراكى إلى الرئيس، فطلب «السادات» استبعاد «معوض» من الإذاعة، واستدعيت «جلال» وقلت له «رايح للمدعى الاشتراكى تعترف له؟! طيب قول حاجة تانية».
وأضاف «حاتم»: «وحتى لا ينقطع عيشه، تحدثت إلى الرئيس السادات بشأنه وقلت له: (أنا أعرف إنه غلط ورأيى نشغله فى مكان آخر غير الإذاعة، نوديه المسرح)، ثم ذهب إلى ليبيا بعد ذلك وقبل أن يسافر استقبلته وقلت له: (يا جلال إوعى تشتم مصر أو الرئيس السادات، خلى بالك يا ابنى ما تعاديش الدولة، خليك فى عملك، لا تتدخل فى السياسة، المرة دى لحقتك بعد كده يمنعوك من دخول مصر. فقبلنى وشكرنى)».
هذه رواية الدكتور حاتم بنصها كما سمعتها منه.
فى الثانية عشرة ظهر ٢٣ يوليو، تم استدعاء المذيعين إلى اجتماع أبلغوا فيه بأنهم بين قوتين، قوة شرعية تملك ولا تحكم، وقوة غير شرعية تحكم ولا تملك، وعليهم كمذيعين إمساك العصا من منتصفها، بمعنى عدم الانحياز لأى من القوتين.
لكن جلال معوض كعادته لم يستطع أن يمسك العصا من منتصفها، فحينما طلب أحد الضباط الذين احتلوا الإذاعة منه إعادة قراءة بيان الثورة الذى ألقاه أنور السادات ولم يتم تسجيله، وأذاعه بعض الضباط بلغة غير سليمة، وافق «جلال» دون أن يلقى بالًا لتحذير زملائه أن مصيره سيكون الإعدام إن فشلت الثورة.
بعد ذلك طلبه أحد المسئولين بالإذاعة ليصدر قرارًا بإيقافه عن العمل، ولكن وكيل الإذاعة على خليل - القائم بأعمال رئيس الإذاعة الذى كان فى إجازة - ألغى القرار ليصطحب حافظ عبدالوهاب- مراقب التنفيذ على الهواء- جلال معوض إلى الاستوديو ليذيع كل البيانات، ليصبح «مذيع الثورة»، ولكنه لم يسلم من لسعات نارها، والتى كانت مجرد «قرصة أذن»
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 5
مارس 1997.. وفاة الإذاعى الشهير جلال معوض الذى أحاله السادات إلى المعاش
عام 1971 وعمره 41 عاما
الجمعة، 05 مارس 2021 10:00 ص (اليوم السابع)* زواج جلال معوض من ليلي فوزى كانت جميلة وساحرة حتى لقبت بـ "فرجينيا السينما العربية"، "ليلى فوزي" التي يصادف اليوم ذكرى وفاتها الـ17، كانت واحد من أجمل فنانات العالم العربي حتى تم اختيارها من قبل مجلة أمريكية في الأربعينيات كأحد أجمل النساء في عصرها. كان في حياة الفنانة ليلى فوزي 4 رجال، ولكنها مرت بقصة حب واحدة فقط نستعرض معكم في التقرير التالي رجال في حياتها.تزوجت منهم عزيز عثمان ثم أنور وجدى * تزوجت ليلى لآخر مرة عام 1960، من الإذاعي جلال معوض، وكانت بذلك هي سر كل النجاح الذي حققه بعد الزواج، وتحملت معه أشياء كثيرة خاصة بعد أن ترك الإذاعة المصرية وسافر إلى ليبيا عام 1971 وقالت خلال لقاء صحفي: "لم يكن أحد يتصور أننى كفنانة أستطيع أن أعيش في تلك الظروف بعيدا عن الأضواء، كنت أحبه في الحقيقة وبقيت بجانبه حتى عدنا إلى القاهرة، وكنت أقضي معه كل يوم جمعة مع أصدقائنا في السفارة المصرية وباقي الأسبوع مع بعض فقط ولم يصبني الملل بسبب تركي للشهرة وعالم الأضواء حتي توفي ولم اتخيل نفسي مع رجل بعده".